التعويض عن الضرر الأدبي بين القانون والتطبيق القضائي ؟

يُعتبر التعويض عن الضرر الأدبي من الموضوعات القانونية التي أثارت جدلاً واسعًا بين الفقهاء والقضاة، نظرًا للطبيعة غير المادية لهذا الضرر وصعوبة تقديره ماليًا. يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على مفهوم الضرر الأدبي، الأساس القانوني لتعويضه، وموقف القضاء من تطبيق هذا النوع من التعويض.

ما هومفهوم الضرر الأدبي ؟

هو الضرر الذي يصيب الإنسان في شعوره وكرامته وسمعته أو أي حق معنوي آخر. ومن أمثلته:

  • الألم النفسي الناتج عن فقدان شخص عزيز.
  • التشهير والإساءة إلى السمعة.
  • الاعتداء على الحق في الخصوصية أو الحياة الشخصية.
  • الحرمان من التمتع بالحياة الطبيعية نتيجة إصابة جسدية أو معنوية.

الفرق بين الضرر الأدبي والضرر المادي :

  • الضرر الأدبي يختلف عن الضرر المادي من حيث الطبيعة، فبينما يتعلق الضرر المادي بخسائر مالية مباشرة،
  • فإن الضرر الأدبي يمس الشعور والعاطفة والكرامة. وهذا الاختلاف يطرح إشكالية تقدير التعويض المناسب له.

الأساس القانوني للتعويض عن الضرر الأدبي ؟

 فيما يلي الأساس القانوني لهذا النوع من التعويض:

في القانون المدني :

  • غالبية القوانين المدنية تنص على جواز التعويض عن الضرر الأدبي، مثل القانون المدني المصري في المادة 222،
  • التي تجيز التعويض عن الضرر غير المادي إذا كان هناك نص يقره أو إذا ارتبط بجريمة جنائية.

في الفقه الإسلامي :

  • اختلف الفقهاء حول جواز التعويض عن الضرر الأدبي،
  • حيث رأى بعضهم أنه لا يجوز لأنه لا يمكن قياسه ماديًا، بينما أجاز آخرون التعويض على سبيل العقوبة أو جبر الخاطر.

التشريعات المقارنة :

  • تختلف التشريعات في تناولها لهذا الموضوع، ففي القانون الفرنسي يتم التعويض عن الضرر الأدبي بشكل واسع،
  • بينما في بعض النظم الأخرى يكون مقتصرًا على حالات معينة مثل التشهير أو الاعتداء على الحياة الخاصة.

موقف القضاء من التعويض عن الضرر الأدبي ؟

موقف القضاء من التعويض يختلف من نظام قانوني إلى آخر، ولكن بشكل عام، يمكن تلخيصه فيما يلي:

في القضاء المصري :

  • المحاكم المصرية اعترفت بالتعويض عن الضرر الأدبي في العديد من الأحكام، خاصة في قضايا التشهير والاعتداء على الحقوق الشخصية،
  • حيث أكدت محكمة النقض أن التعويض لا يقتصر على الضرر المادي فقط بل يشمل الضرر الأدبي أيضًا.

في القضاء الفرنسي :

  • القضاء الفرنسي يأخذ بمبدأ التعويض الواسع عن الضرر الأدبي، ويعتبر أن أي مساس بالحقوق الشخصية والمعنوية يستوجب التعويض المناسب.

في القضاء الأمريكي :

  • في الولايات المتحدة، يتم منح تعويضات ضخمة عن الأضرار الأدبية، خاصة في قضايا التشهير،
  • حيث تكون التعويضات بمبالغ كبيرة تهدف إلى الردع إلى جانب التعويض عن الضرر.

 إشكاليات تقدير التعويض عن الضرر الأدبي ؟

فيما يلي بعض الإشكاليات الرئيسية التي تنشأ عند تقدير هذا التعويض:

صعوبة التقدير المالي :

  • يعد تقدير التعويض من التحديات الكبرى أمام القضاء،
  • نظرًا لأن الضرر الأدبي لا يمكن قياسه بمقاييس مادية محددة.

المعايير المعتمدة في التقدير :

تعتمد المحاكم في تحديد مبلغ التعويض على عدة عوامل، منها:

  • مدى جسامة الضرر وتأثيره على الشخص المتضرر.
  • الظروف الشخصية والاجتماعية للمتضرر.
  • نية الفاعل وسلوكه.

 الاتجاهات الحديثة في التعويض عن الضرر الأدبي ؟

 الاتجاهات الحديثة في هذا المجال تتضمن ما يلي:

التعويض الرمزي مقابل التعويض المالي الكبير :

  • هناك اتجاهان في تعويض الضرر الأدبي: الأول يمنح تعويضًا رمزيًا لتأكيد الحق المعنوي، والثاني يمنح تعويضًا ماليًا كبيرًا لتحقيق الردع وجبر الضرر.

التعويض عن الأضرار المستقبلية :

  • في بعض الأنظمة القانونية، يتم التعويض عن الضرر الأدبي المستقبلي، خاصة في حالات التشهير أو الحوادث التي تترك أثرًا نفسيًا دائمًا.

 

وللمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، يمكنك الاستعانة بمحام  من مكتب الزيات للمحاماة والاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا أو من خلال النموذج التالي: