تعد حقوق المرأة العاملة من المواضيع الحيوية التي تستحق اهتمامًا خاصًا في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها النساء في سوق العمل والمجتمع بشكل عام. تنظم حقوق المرأة العاملة قوانين الأسرة من جهة وقوانين العمل من جهة أخرى، حيث يحاول كلا النظامين توفير الحماية لها في مجالات متعددة، سواء كانت في إطار الأسرة أم في مكان العمل. ومع ذلك، فإن التحديات والضغوط الاجتماعية التي تواجه المرأة العاملة تتطلب توازناً دقيقاً بين حقوقها داخل الأسرة، مثل حقوقها في الزواج والطلاق والأمومة، وبين حقوقها في العمل مثل الأجور والمساواة في فرص العمل.ويمكنك أيضاً معرفة ما هي محظورات قانون العمل الجديد ؟
حقوق المرأة العاملة في إطار قانون الأسرة ؟
- قانون الأسرة يعد أحد الأدوات الرئيسية التي تنظم العلاقات الأسرية بين الزوجين وأفراد الأسرة. ويعكس هذا القانون عموماً القيم الثقافية والدينية التي تتبناها معظم المجتمعات العربية.
- لكن عندما نتحدث عن حقوق المرأة العاملة ضمن هذا الإطار، فإن المسألة تصبح أكثر تعقيدًا،
- خاصة مع ظهور ظواهر اجتماعية جديدة مثل ارتفاع عدد النساء العاملات وارتفاع مستويات التعليم بين النساء. يتداخل قانون الأسرة مع حقوق المرأة العاملة في عدة جوانب، بما في ذلك:
حقوق المرأة العاملة في الزواج :
- المرأة العاملة، مثل أي امرأة أخرى، تتمتع بكافة الحقوق المقررة لها في الزواج بموجب قانون الأسرة.
- ومع ذلك، يواجه العديد من النساء العاملات تحديات متعددة في توازن حياتهن المهنية والعائلية. في الكثير من الحالات
- ، قد تكون المرأة تحت ضغوط كبيرة لتلبية احتياجات أسرتها في نفس الوقت الذي تسعى فيه لتحقيق النجاح المهني.
- لذا، من المهم أن تتضمن قوانين الأسرة آليات دعم للمرأة العاملة، مثل توفير حقوق متساوية مع الزوج في تقسيم المسؤوليات المنزلية والرعاية.
- الحقوق الزوجية: يشمل ذلك الحق في المساواة في المسؤولية في اتخاذ القرارات الكبرى، مثل كيفية تقسيم وقت العمل والمنزل.
- بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يعترف قانون الأسرة بحق المرأة العاملة في الحرية الشخصية وحقها في اختيار العمل،
- سواء كان ذلك يتطلب الانتقال إلى مكان عمل بعيد أو ارتداء ملابس معينة أو اتخاذ قرارات أخرى تؤثر على حياتها.
حق المرأة في الأمومة :
- الأمومة هي مرحلة محورية في حياة المرأة، وخاصة عندما تكون عاملة. في إطار قانون الأسرة، يتم منح المرأة حق الرعاية والتربية لأطفالها،
- ولكن في ظل ضغوط الحياة المهنية، قد تواجه تحديات إضافية في توفير الرعاية للأطفال بالتوازي مع التزاماتها العملية.
- إجازة الأمومة: في العديد من الدول العربية، يحق للمرأة العاملة الحصول على إجازة أمومة مدفوعة الأجر لفترة محددة بعد الولادة.
- ولكن قد تكون هذه الفترة غير كافية في بعض الحالات، خاصة إذا كانت هناك حاجات إضافية للرعاية أو إذا كانت المرأة في بيئة عمل ضاغطة.
- الحق في الرعاية الطفولية: تلعب قوانين الأسرة دورًا في ضمان حق المرأة في رعاية أطفالها بعد الطلاق أو في حالة كونها عازبة،
- حيث يجب أن تشمل الحضانة حق المرأة في الإقامة مع أطفالها بشكل قانوني.
حقوق المرأة المطلقة :
- المرأة العاملة المطلقة تواجه تحديات مزدوجة، حيث تكون في مواجهة الضغط المالي نتيجة للطلاق، بالإضافة إلى عبء العمل والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
- في هذا السياق، يلعب قانون الأسرة دورًا حاسمًا في ضمان حقوق المرأة المطلقة، مثل النفقة، وحضانة الأطفال، وحقوقها المالية المتعلقة بالمؤخر، والأبوة المشتركة في رعاية الأطفال.
- النفقة: في معظم قوانين الأسرة العربية، يجب على الزوج دفع النفقة للمرأة المطلقة إذا كانت بحاجة إليها، وهو حق قانوني يُضمن لها في إطار قانون الأسرة.
- بينما يجب أن يكون هناك توافق بين هذه الحقوق وحقوق المرأة في الحصول على الأجر المتساوي في العمل.
- الحق في الحضانة: رغم أن القوانين الأسرية تمنح الحضانة بشكل عام للمرأة، إلا أن الواقع القانوني قد يختلف بين الدول فيما يتعلق بحق المرأة العاملة في الحضانة.
- في بعض الأحيان، قد تكون هناك معركة قانونية طويلة وصعبة إذا كان الرجل يرفض دفع النفقة أو إذا كان يريد الحصول على الحضانة.
حقوق المرأة العاملة في إطار قوانين العمل ؟
- تعتبر قوانين العمل جزءًا لا يتجزأ من الحماية القانونية التي تهدف إلى تحسين ظروف العمل وحماية حقوق العمال، بما في ذلك النساء.
- وقد تطورت هذه القوانين بشكل متزايد على مر العقود، مع تسليط الضوء على حقوق المرأة العاملة في كافة المجالات.
المساواة في الأجر :
- من أهم حقوق المرأة العاملة في إطار قوانين العمل هو المساواة في الأجر مع الرجل.
- على الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق في بعض الدول، إلا أن هناك فوارق كبيرة في الأجور بين الجنسين في بعض القطاعات.
- تكفل القوانين الدولية، مثل اتفاقية العمل الدولية،المساواة في الأجر بين الرجل والمرأة مقابل العمل المتساوي، ولكن تطبيق هذه القوانين ما زال يمثل تحديًا في بعض الأماكن.
- التشريعات الوطنية: في بعض الدول العربية، تم تبني قوانين تضمن المساواة في الأجر بين الرجل والمرأة في نفس العمل.
- ولكن، يتعين أن تشهد هذه القوانين تطبيقًا فعليًا على أرض الواقع، وإلا فإن المرأة العاملة ستظل في موقف غير متساوٍ.
الحق في الإجازات :
- تضمن قوانين العمل أيضًا حق المرأة العاملة في الإجازات، مثل إجازة الأمومة والإجازات السنوية. في العديد من الدول،
- تم تحديد فترة إجازة الأمومة لتكون من 10 إلى 12 أسبوعًا، وهو حق أساسي لحماية صحة المرأة وطفلها بعد الولادة.
- ولكن، قد تكون هذه الفترة غير كافية في بعض البلدان، وتحتاج إلى تحسينات لتلبي احتياجات المرأة في مكان العمل.
- الإجازات المرضية: أيضًا، من حق المرأة العاملة الحصول على إجازات مرضية إذا كانت مريضة أو إذا تعرضت لإصابة عمل.
- تُعتبر هذه الإجازات جزءًا من نظام الحماية التي تضمن لها الحق في الراحة في حالة المرض أو الإصابة.
بيئة العمل الآمنة :
- تعتبر بيئة العمل الآمنة حقًا أساسيًا للمرأة العاملة. يشمل ذلك منع التمييز في العمل على أساس الجنس،
- وتوفير بيئة عمل خالية من التحرش الجنسي، وتوفير وسائل النقل الآمنة، وتطبيق سياسات واضحة لضمان الحقوق في أماكن العمل.
- التحرش الجنسي في العمل: في العديد من الدول، تم إقرار قوانين تحظر التحرش الجنسي في أماكن العمل،
- مع عقوبات رادعة للمتورطين. تعد هذه القوانين ضرورية في ضمان بيئة عمل صحية وآمنة للنساء.
ساعات العمل وحماية النساء الحوامل :
- تسعى قوانين العمل إلى حماية المرأة العاملة من الإفراط في ساعات العمل، وخاصة المرأة الحامل.
- في بعض الأنظمة القانونية، هناك قيود على عدد الساعات التي يُسمح للمرأة الحامل بالعمل فيها، بالإضافة إلى تدابير أخرى لضمان صحتها وسلامتها.
- التدابير الخاصة بالحمل: في بعض البلدان، هناك قوانين تمنح النساء الحوامل فترات راحة إضافية أثناء ساعات العمل،
- وتوفير مرافق صحية، كما يتم تقييد الأعمال التي يمكن أن تشكل خطرًا على صحتهن.
التحديات التي تواجه المرأة العاملة في مجال الأسرة والعمل ؟
على الرغم من وجود قوانين تضمن حقوق المرأة العاملة، فإن هناك العديد من التحديات التي تواجهها في حياتها المهنية والأسرية، ومنها:
التوازن بين العمل والحياة الأسرية :
- تعاني المرأة العاملة من صعوبة في التوازن بين العمل والتزاماتها الأسرية، مما يجعلها عرضة للضغوط النفسية والجسدية.
- في بعض الحالات، قد تشعر المرأة بالضغط بسبب توقعات المجتمع التقليدي بأنها يجب أن تكون الزوجة والأم المثالية، بالإضافة إلى كونها موظفة أو صاحبة عمل ناجحة.
التمييز والافتقار إلى التقدير :
- رغم الجهود القانونية المبذولة، لا تزال بعض النساء يواجهن التمييز في مكان العمل سواء كان ذلك في الأجور أو في الفرص الوظيفية.
- في بعض الأحيان، قد تُمنح المرأة وظائف ذات مسؤوليات أقل وأجر أقل مقارنة بالرجال، وهو ما يشكل عقبة أمام تقدم المرأة في مجال العمل.
العنف والتحرش الجنسي :
- تعتبر قضايا التحرش الجنسي والعنف في أماكن العمل من أبرز التحديات التي تواجه المرأة العاملة.
- في بعض الأماكن، لا تتوفر آليات فعالة للتعامل مع هذه القضايا، مما يعرض المرأة العاملة للتهديدات والمخاطر النفسية والجسدية.
وللمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، يمكنك الاستعانة بمحام من مكتب الزيات للمحاماة والاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا أو من خلال النموذج التالي: