ما الفرق بين الوثائق الرسمية والوثائق الموثقة قانونيًا ؟

تلعب الوثائق القانونية دورًا حاسمًا في الحياة اليومية، سواء في العلاقات الشخصية أو المعاملات التجارية أو الإجراءات الإدارية. ولكن كثيرًا ما يختلط على الناس المفهوم بين “الوثائق الرسمية” و”الوثائق الموثقة قانونيًا”، رغم أن لكل منهما خصائص قانونية وإجرائية مميزة. تهدف هذه المقالة إلى توضيح الفرق بين هذين المفهومين، وشرح آثار كل منهما القانونية، وأهميتها في الإثبات وحماية الحقوق.

 مفهوم الوثيقة الرسمية ؟

  • الوثيقة الرسمية هي كل محرر يُعدّه موظف عام مختص، وفقًا للأوضاع القانونية المقررة، أثناء تأديته لوظيفته.
  • وهي تتمتع بقوة إثبات خاصة في القانون، وتُعدّ من أهم وسائل الإثبات في المنازعات القضائية والإدارية.

 أمثلة على الوثائق الرسمية :

  • شهادات الميلاد والوفاة
  • عقود الزواج والطلاق الصادرة عن الجهات الرسمية
  • التوكيلات العامة والخاصة التي تُحرر في مكاتب التوثيق
  • الأحكام القضائية
  • السجلات التجارية والعقارية

 شروط اعتبار الوثيقة رسمية :

لكي تُعد الوثيقة رسمية، يجب أن تتوفر فيها ثلاثة شروط أساسية:

  1. أن يُعدّها موظف مختص (مثل كاتب العدل أو الموظف الإداري).
  2. أن يكون ذلك الموظف قد حررها في حدود سلطته الوظيفية.
  3. أن تُحرر وفقاً للشكل الذي يحدده القانون (مثل وجود توقيع رسمي أو ختم).

مفهوم الوثيقة الموثقة قانونيًا ؟

  • الوثيقة الموثقة قانونيًا هي أي مستند يقوم شخص مختص بتوثيقه وتسجيله لدى جهة معترف بها قانونًا، مثل كاتب العدل أو مكتب توثيق رسمي.
  • وهي قد تكون في الأصل وثيقة عرفية (بين الأفراد)، ثم تُمنح الصبغة القانونية الرسمية من خلال توثيقها.

أنواع الوثائق التي يمكن توثيقها :

  • عقود البيع أو الإيجار
  • إقرارات الدين أو التنازل
  • اتفاقات الصلح أو المشاركة
  • العقود العرفية بين الأفراد بعد تحويلها إلى موثقة

 الفرق بين الوثيقة الموثقة والوثيقة العرفية :

  • الوثيقة العرفية هي التي يُعدها الأفراد دون إشراف من جهة رسمية.
  • أما عندما يتم توثيقها، فإنها تكتسب حجية وقوة قانونية أكبر، وتُعتمد أمام الجهات القضائية بشكل أوسع.

ما أوجه التشابه بين الوثائق الرسمية والموثقة ؟

  • رغم اختلاف الوثائق الرسمية والموثقة من حيث الجهة التي تصدرها وطبيعة الإجراء القانوني المتبع في كل منهما،
  • فإنهما تتشابهان في العديد من الجوانب التي تجعل كليهما يتمتعان بحجية قانونية قوية وموثوقة أمام الجهات القضائية والرسمية.

1. القوة في الإثبات :

  • كلا النوعين من الوثائق يمكن الاعتماد عليهما في الإثبات أمام المحاكم.
  • الوثيقة الرسمية لها حجية كاملة في الإثبات طالما لم يتم الطعن فيها بالتزوير،
  • بينما الوثيقة الموثقة تكتسب هذه القوة بسبب توثيقها من جهة مختصة.

2. الحماية القانونية :

  • كل من الوثائق الرسمية والموثقة تتمتع بالحماية القانونية،
  • وأي تلاعب فيها يُعد جريمة تزوير يعاقب عليها القانون.

3. القبول أمام المحاكم والجهات الإدارية :

  • كلا النوعين يُقبل أمام القضاء والإدارات الحكومية،
  • بخلاف الوثائق العرفية التي قد تكون محل شك أو جدل ما لم يتم الاعتراف بها من أحد الطرفين.

أوجه الاختلاف الجوهرية ؟

هناك اختلافات جوهرية من حيث جهه الإصدار ، طبيعة الإنشاء ،القوة القانونية أو إمكانية الطعن :

1. جهة الإصدار :

  • الوثائق الرسمية: تصدر مباشرة عن جهة رسمية أو موظف عمومي.
  • الوثائق الموثقة: قد تكون صادرة عن أفراد، ثم تُوثق لاحقًا لدى جهة معتمدة.

2. طبيعة الإنشاء :

  • الرسمية: تُنشأ في الأصل بصفة رسمية.
  • الموثقة: تُنشأ عرفيًا ثم يتم توثيقها.

3. القوة القانونية :

  • الرسمية: لها حجية مطلقة في الإثبات.
  • الموثقة: حجيتها مستمدة من التوثيق، وقد يُطعن فيها إذا ثبت وجود سبب قانوني.

4. إمكانية الطعن :

  • الرسمية: لا يمكن الطعن فيها إلا بالتزوير.
  • الموثقة: يمكن الطعن في مضمونها بطرق متعددة، إلا إذا تم الطعن بتزويرها أيضًا.

ما هوالأثر القانوني للوثائق في المعاملات ؟

  • تلعب الوثائق دورًا جوهريًا في الحياة القانونية والعملية، إذ تُعد الوسيلة الأولى والأساسية لإثبات الحقوق والالتزامات في مختلف أنواع المعاملات، سواء كانت مدنية، تجارية، أو إدارية.
  • وتختلف الآثار القانونية المترتبة على الوثائق باختلاف طبيعتها (رسمية أو موثقة أو عرفية)، لكنها جميعًا تمثل أدوات إثبات يمكن البناء عليها قضائيًا أو إدارياً.

1. في العقود المدنية :

  • التعاقد بوثيقة رسمية أو موثقة يحمي حقوق الأطراف بشكل أكبر،
  • ويسهل التنفيذ الجبري دون الحاجة إلى رفع دعاوى إثبات.

2. في الإجراءات القضائية :

  • الوثائق الرسمية تُستخدم كأدلة قوية أمام المحاكم، ولا يمكن دحضها بسهولة.
  • أما الوثائق الموثقة، فهي أقل قوة من الرسمية ولكنها تفوق الوثائق العرفية في الحجية.

3. في الأحوال الشخصية :

  • الوثائق الرسمية ضرورية في مسائل مثل النسب والزواج والطلاق والإرث،
  • بينما تُستخدم الوثائق الموثقة في حالات مثل الإقرارات العائلية أو الاتفاقات الخاصة.

 التوثيق كآلية لتحويل الوثائق العرفية إلى موثقة ؟

  • في الممارسات القانونية، كثيرًا ما تُحرر وثائق عرفية بين الأفراد دون تدخل جهة رسمية أو موثق قانوني، مثل عقود البيع، الإيجار، أو الإقرارات.
  • وعلى الرغم من أن هذه الوثائق العرفية قد تكون صحيحة من حيث الرضا وتوقيع الأطراف،
  • إلا أن قوتها القانونية تظل محدودة ما لم تُخضع لإجراء التوثيق.
  • ومن هنا تأتي أهمية التوثيق كآلية قانونية لتحويل الوثائق العرفية إلى وثائق موثقة تامة الحجية.

1. الإجراءات اللازمة لتوثيق الوثائق :

  • التوجه إلى مكتب التوثيق الرسمي أو كاتب العدل
  • تقديم المستند الأصلي
  • إثبات هوية الأطراف
  • دفع الرسوم المقررة
  • تسجيل الوثيقة رسمياً في السجلات المعتمدة

 متى يُنصح بتوثيق الوثائق ؟

  • عند وجود مبالغ مالية كبيرة أو عقود طويلة الأجل
  • في حال وجود أطراف متعددة أو ورثة
  • لتجنب النزاعات القانونية مستقبلاً

ما هو التوثيق الإلكتروني للوثائق ؟

  • في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم، أصبح التوثيق الإلكتروني للوثائق خيارًا أساسيًا ومُعتمدًا في العديد من الدول والأنظمة القانونية،
  • حيث يتيح استخدام التكنولوجيا لتوثيق العقود والمحررات والمعاملات بشكل آمن، معترف به قانونًا،
  • دون الحاجة للحضور الشخصي في الجهات الحكومية أو لدى الموثقين التقليديين.

1. صعود التوثيق الرقمي :

  • أصبحت العديد من الدول تعتمد أنظمة إلكترونية لتوثيق العقود والمستندات، مما يوفر الوقت ويزيد من الأمان القانوني.

2. التحديات القانونية :

  • رغم مميزات التوثيق الإلكتروني، إلا أنه يطرح إشكاليات قانونية تتعلق بالتوقيع الرقمي،
  • والتحقق من هوية الأطراف، وقابلية الإثبات في المحاكم.

3. الاعتراف القانوني بالتوثيق الرقمي :

  • تقوم بعض القوانين الحديثة بإضفاء الشرعية على التوثيق الرقمي،
  • بشرط الالتزام ببروتوكولات الأمن الرقمي والشهادات المعتمدة.

ما هي المسؤولية القانونية في تحرير وتوثيق الوثائق ؟

  • المسؤولية القانونية في تحرير وتوثيق الوثائق تُشير إلى الالتزامات التي تقع على عاتق الأطراف والجهات التي تتولى صياغة أو تصديق أو حفظ الوثائق القانونية،
  • وتشمل هذه المسؤولية كلًا من الموظفين العموميين، الموثقين، الأطراف المتعاقدة، بل وحتى الشهود،
  • بحسب طبيعة الوثيقة وغرضها. وتكمن أهمية هذه المسؤولية في حماية الحقوق، وضمان صحة المعاملات، ومنع التزوير أو الغش أو الإضرار بالغير.

1. مسؤولية الموظف العام :

  • أي خلل في تحرير الوثيقة الرسمية يُعد إخلالاً بالواجبات الوظيفية، وقد يؤدي إلى بطلان الوثيقة.

2. مسؤولية كاتب العدل أو الموثق :

  • يجب أن يتأكد الموثق من أهلية الأطراف ومطابقة الوثيقة للقانون، وإلا عُدّ مسؤولًا عن الأضرار التي قد تنشأ.

3. مسؤولية الأطراف :

  • على الأطراف التأكد من صحة ما يوقّعون عليه، لأن التوقيع على الوثيقة يُعد إقرارًا بمحتواها.

 أهمية التفرقة بين الوثيقتين في الواقع العملي ؟

  • أهمية التفرقة بين الوثائق الرسمية والوثائق الموثقة قانونيًا في الواقع العملي تكمن في عدة جوانب قانونية وعملية تؤثر مباشرة على حقوق الأفراد والشركات،
  • وفيما يلي توضيح لهذه الأهمية:

1. في القضايا العقارية :

  • الفرق بين عقد بيع موثق وعقد عرفي قد يعني فرقًا بين حفظ الملكية أو ضياعها،
  • ولذلك يُفضل التوثيق الرسمي عند التعامل في العقارات.

2. في القضايا الأسرية :

  • الوثائق الرسمية في مسائل الزواج والطلاق والنسب لا يمكن استبدالها بوثائق عرفية أو حتى موثقة في بعض الأحيان، لما لها من طبيعة خاصة.

3. في القضايا المالية والتجارية :

  • توثيق العقود المالية والتجارية يُوفر ضمانًا قانونيًا، ويعفي الأطراف من الكثير من الإجراءات القضائية المعقدة عند حدوث نزاع.

 

 

وللمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، يمكنك الاستعانة بمحام  من مكتب الزيات للمحاماة والاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا أو من خلال النموذج التالي: