أهم الأخطاء الشائعة في صياغة العقود وكيفية تجنبها ؟

تُعدّ العقود حجر الزاوية في المعاملات القانونية والتجارية، حيث تُنظّم العلاقات والالتزامات بين الأطراف وتحدّد الحقوق والواجبات. ومع ذلك، فإن كثيرًا من النزاعات القانونية تنشأ بسبب أخطاء في صياغة العقود، إما بسبب غموض العبارات أو عدم شمول البنود أو ضعف التنظيم القانوني. إن تجنّب هذه الأخطاء يتطلب فهماً عميقاً لمبادئ الصياغة القانونية والالتزام بمعايير فنية وقانونية دقيقة.

 مفهوم الصياغة القانونية للعقود ؟

  • الصياغة القانونية للعقود تعني التعبير عن الاتفاقات القانونية بين الأطراف بلغة دقيقة وواضحة تضمن الفهم والتنفيذ الصحيح.
  • وهي عملية تجمع بين المهارة القانونية والقدرة اللغوية، وتشمل تنظيم البنود وتحديد الالتزامات بدقة، مع مراعاة القواعد القانونية الواجبة التطبيق.

الأخطاء الشائعة في صياغة العقود ؟

  • فيما يلي أهم الأخطاء الشائعة في صياغة العقود، وهي من الأسباب الرئيسية للنزاعات أو بطلان العقود:

1. الغموض وعدم وضوح العبارات :

  • من أبرز الأخطاء أن تكون العبارات المستخدمة فضفاضة أو غير دقيقة، مما يفتح المجال لتفسيرات متعددة.
  • على سبيل المثال، استخدام تعبير مثل “سيتم التسليم قريبًا” دون تحديد موعد دقيق يخلق التباسًا.

كيفية تجنبه:

  • استخدام لغة واضحة، وتحديد التواريخ، والمواعيد، والشروط بدقة، وتجنب الكلمات التي تحمل أكثر من معنى.

2. عدم تحديد الأطراف بدقة :

  • من الأخطاء الخطيرة عدم ذكر أسماء الأطراف بالكامل أو بياناتهم القانونية (مثل رقم الهوية أو السجل التجاري)،
  • مما قد يؤدي إلى الطعن في صحة العقد أو صعوبة التنفيذ.

كيفية تجنبه:

  • التأكد من كتابة بيانات كل طرف كاملة كما وردت في المستندات الرسمية.

3. إغفال تحديد القانون الواجب التطبيق :

  • خاصة في العقود الدولية، يؤدي عدم ذكر القانون الواجب التطبيق إلى نزاعات حول المرجعية القانونية التي يجب الرجوع إليها في حالة حدوث خلاف.

كيفية تجنبه:

  • النص صراحة في بند مستقل على القانون الذي يُطبق على العقد، وتحديد المحكمة المختصة.

4. التناقض بين البنود :

  • قد يحدث أن تحتوي بعض البنود على معلومات متضاربة، مثل بند يُلزم الطرف الأول بتوريد منتج معين،
  • وبند آخر يُعفيه من المسؤولية عن التأخير دون تحديد السبب.

كيفية تجنبه:

  • مراجعة شاملة ودقيقة للعقد قبل توقيعه للتأكد من انسجام جميع البنود وتوافقها مع بعضها.

5. استخدام نماذج عقود جاهزة دون تعديل :

  • يلجأ البعض إلى استخدام قوالب جاهزة دون تعديلها بما يتناسب مع طبيعة العلاقة القانونية الجديدة،
  • مما يؤدي إلى مشكلات كبيرة في التنفيذ.

كيفية تجنبه:

  • تخصيص العقد حسب احتياجات الأطراف والظروف المحيطة، ومراعاة كل التفاصيل الفنية والقانونية المرتبطة.

6. عدم النص على الجزاءات عند الإخلال :

من الأخطاء الشائعة عدم وجود بند يعالج حالات الإخلال بالعقد أو عدم تنفيذ أحد الأطراف لالتزاماته.

كيفية تجنبه:

  • إدراج بند يحدد بشكل واضح الجزاءات القانونية أو المالية المترتبة على الإخلال، مثل التعويضات أو الفسخ.

7. الإطالة والتكرار غير المبرر:

  • كثرة التكرار والتفاصيل غير الضرورية قد تُضعف من قوة العقد وتشتت فهم القارئ، وتُعيق التنفيذ الفعلي.

كيفية تجنبه:

  • الالتزام بالوضوح والاختصار دون إخلال بالمضمون، واستخدام لغة قانونية دقيقة وغير مفرطة.

8. عدم توقيع جميع الأطراف أو الشهود :

  • من الأخطاء الجوهرية ألا يُوقّع أحد الأطراف أو ألا تُوثق التواقيع من الجهات المختصة، مما يُعرّض العقد للبطلان.

كيفية تجنبه:

  • التأكد من توقيع جميع الأطراف على جميع صفحات العقد، والاستعانة بشهود إن لزم الأمر.

9. إهمال الملاحق أو الاتفاقات الجانبية :

  • قد يتفق الأطراف شفهيًا أو في رسائل مستقلة على شروط إضافية، دون إدراجها أو الإشارة إليها في العقد.

كيفية تجنبه:

  • تجميع كل الاتفاقات والملاحق وإدراجها ضمن العقد أو الإشارة إليها بوضوح وربطها قانونيًا به.

10. إغفال التواريخ المهمة :

  • عدم تحديد تواريخ البداية والانتهاء أو تواريخ التسليم يؤدي إلى إشكاليات في التنفيذ.

كيفية تجنبه:

  • تحديد كافة التواريخ الجوهرية بدقة، والنص على العواقب في حال تأخر أي طرف عن التزاماته.

الاعتبارات القانونية والفنية لتجنّب الأخطاء ؟

  • إليك الاعتبارات القانونية والفنية لتجنب الأخطاء في صياغة العقود، وهي ضرورية لضمان سلامة العقد وصلاحيته للتنفيذ وتفادي النزاعات المستقبلية:

1. الاستعانة بمحامٍ مختص :

  • وجود محامٍ أثناء صياغة العقد يضمن سلامته القانونية ويحدّ من الأخطاء، خاصة في العقود المعقدة.

2. مراجعة العقد من أكثر من جهة :

  • يفضل أن يُراجع العقد من قبل طرف قانوني محايد، وأن يُدرس من جميع جوانبه قبل التوقيع.

3. التأكد من توافق العقد مع القوانين المحلية :

  • يجب فحص بنود العقد ومدى مطابقتها للقوانين واللوائح المعمول بها في الدولة التي يُنفّذ فيها.

 أهم الأخطاء خاصة بكل نوع من العقود ؟

  • إليك أهم الأخطاء الشائعة الخاصة بكل نوع من العقود، مع توضيح سبب الخطأ وكيفية تجنّبه قانونيًا وفنيًا:

1. العقود التجارية :

  • إغفال بنود الملكية الفكرية
  • عدم تحديد شروط الدفع بوضوح
  • إغفال بند السرية

2. عقود العمل :

  • استخدام لغة غير دقيقة بشأن فترة التجربة
  • إهمال تحديد واجبات الموظف بوضوح

3. عقود الإيجار:

  • إغفال حالة العقار عند التسليم
  • عدم ذكر آلية الزيادة السنوية

4. عقود المقاولة :

  • عدم تحديد مراحل الإنجاز
  • إغفال شروط الضمان

 نماذج لبنود تحتاج عناية خاصة ؟

  • إليك نماذج لبنود تحتاج عناية خاصة عند صياغة العقود، وذلك لأنها تُعد محورية في تحديد حقوق والتزامات الأطراف وتُستخدم كثيرًا في النزاعات القانونية.
  • يُراعى في هذه البنود الدقة والوضوح والامتثال للقواعد القانونية:

بند القوة القاهرة :

  • “لا يُعدّ أي طرف مسؤولًا عن التأخير أو الفشل في تنفيذ التزاماته نتيجة لظروف قاهرة خارجة عن الإرادة مثل الكوارث الطبيعية أو القرارات الحكومية،
  • شريطة إخطار الطرف الآخر خلال 7 أيام من وقوع الحدث.”

بند التحكيم :

  • “في حال نشوء نزاع، يتم حله وديًا خلال 30 يومًا، وإن تعذر ذلك يُحال النزاع إلى التحكيم أمام مركز [اسم المركز] وفقًا لقواعده.”

بند التعديل :

  • “لا يجوز تعديل هذا العقد إلا بموجب ملحق خطي موقّع من الطرفين.”

أهم الخطوات عملية لتجنّب أخطاء الصياغة ؟

  1. تحديد الهدف من العقد بدقة.
  2. وضع مسودة أولية ومراجعتها قانونيًا.
  3. تدقيق الصياغة اللغوية والنحوية.
  4. استخدام مصطلحات قانونية متعارف عليها.
  5. عدم التسرّع في التوقيع قبل الفهم الكامل.
  6. الاحتفاظ بنسخ موثقة وموقّعة من جميع الأطراف.

 أهمية اللغة القانونية في الصياغة ؟

  • اللغة القانونية ليست مجرد مفردات صعبة، بل هي لغة مقصودة لتحقيق غرض قانوني واضح. ويُعد استخدام الصياغة الإيجابية وتجنّب النفي المركّب أمرًا أساسيًا.

مثال على الخطأ:

  • “لن يُعدّ الطرف الثاني غير مسؤول ما لم يُثبت خلاف ذلك.”

أفضل:

  • “يُعد الطرف الثاني مسؤولاً ما لم يُثبت إعفاءه قانونيًا.”

 دراسات حالة واقعية لأخطاء الصياغة ؟

  • إليك دراسات حالة واقعية لأخطاء الصياغة القانونية في العقود، وهي أمثلة حقيقية أو مستلهمة من الواقع العملي،
  • توضّح كيف تؤدي الأخطاء البسيطة أو الغامضة في الصياغة إلى نزاعات قضائية، خسائر مالية، أو حتى بطلان العقد:

الحالة الأولى: عقد شراكة بدون تحديد نسب الأرباح :

  • أدى ذلك إلى نزاع قضائي بين الشركاء عند أول تحقيق للأرباح، حيث فسر كل طرف العقد بشكل مختلف.

الدروس المستفادة:

  • ضرورة تحديد النسب والمواعيد بدقة ووضوح.

الحالة الثانية: عقد بيع عقار دون ذكر تاريخ التسليم :

  • اضطر المشتري إلى اللجوء إلى المحكمة بعد أن ماطل البائع لفترة طويلة، متذرعًا بعدم وجود تاريخ محدد في العقد.

الدروس المستفادة:

  • أهمية تحديد كافة المواعيد وتواريخ التسليم.

 

وللمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، يمكنك الاستعانة بمحام  من مكتب الزيات للمحاماة والاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا أو من خلال النموذج التالي: