هناك العديد من العداوات التي قد تنشأ بين الأفراد، والتي تلجئ البعض إلى العنف وتلبية النزعة الإنتقامية بداخلهم. بذلك، يقوم أحدهم بالتوجه إلى الشرطة وتقديم بلاغ كاذب يفيد بإدانة الشخص الذي على خلاف معه قانونيًا. فما هي الاستشارة القانونية الصحيحة للتعامل مع البلاغات الكاذبة والكيدية؟ وهل هناك عقوبة قانونية على ذلك؟ كما كيف يتم الكشف عن كذب وكيدية البلاغ المقدم؟ كل هذا سيتم الإجابة عنه في المقال التالي.
ما هو البلاغ الكاذب أو الكيدي؟
عادة ما تمس البلاغات الكيدية بسمعة وشرف المدعي عليه، حيث يتم الزعم كذبًا باقتراف هذا الشخص لأفعال غير قانونية أمام الجهات القانونية المختصة. فالمحضر الكيدي أو الكاذب هو محضر يتم رفعه بغرض الإضرار بشخص آخر والتأثير على سمعته وشرفه.
كما قد تم بيان كيفية الوقوع به حسب الاستشارة كما يلي: فبعد رفع هذا النوع من البلاغ، يتم مداولة تحقيقاته بشكل دقيق. ثم يتم حفظه أو إسناده إلى المحكمة القضائية المختصة، لتظهر في النهاية براءة الشخص المدعى عليه بحكم نهائي من المحكمة. بعد ذلك، يحق للشخص الذي ظهرت براءته أن يقوم برفع دعوى جنحة بلاغ كاذب ضد من أبلغ عنه زورًا أمام الشرطة بجريمة لم يرتكبها. و ذلك للضرر الذي لحق به في سمعته وشرفه.
كما تم تعريف جنحة البلاغ الكاذب في نص المادتين 305 و303 من قانون العقوبات على أنها ” تعمد شخص في الإبلاغ عن واقعة لأحد السلطات المختصة، وهو يعلم أن ما يقم به من إبلاغ هو كاذب بقصد الإضرار بشخص آخر.”
فما هي شروط رفع جنحة البلاغ الكاذب حسب الإستشارة القانونية المقدمة؟
فهناك عدة شروط يجب توافرها عند رفع جنحة بلاغ كاذب. كما يتم بيان هذه الشروط المنصوص عليها في الآتي:
- فلا بد من وجود إبلاغ بواقعة في حقك من الشخص الذي تقوم برفع الدعوى ضده. كذلك لم يشترط القانون بأن يكون البلاغ مباشر في حقك، لكن قد يعتد بالبلاغ إذا كان شفهيًا. كما يدخل في نص البلاغ الكاذب أي إدلاء كاذب بشهادة في تحقيق رسمي، أو عند كتابة معلومات كاذبة في نص مذكرة قانونية مكتوبة بغرض الإضرار بالشخص.
- كما يجب أن تكون الواقعة المبلغ عنها معاقب عليها بنص القانون.
- كذلك يتم رفع دعوى بلاغ كاذب إذا كان القصد من ذلك إثارة الإشاعات حول شخص بعينه أو حتى نقل رواية كاذبة عن الغير.
- بالإضافة إلى ما سبق، يجب تقديم الإبلاغ حسب الاستشارة إلى أحد السلطات المختصة، سواء كانت سلطة قضائية أو إدارية.
- ويشترط كذلك عند رفع دعوى البلاغ الكاذب أو الكيدي أن يكون البلاغ المقصود كاذبًا. وينطبق ذات الشرط أبدًا عند خلط المعلومات الصحيحة والكاذبة داخل البلاغ، مما يعني احتماله جزء من الصواب والخطأ.
- كما يشترط إثبات الركن المعنوي الكيدي للشخص الذي ثبت كذب بلاغه، فلا يتم تقديمه إلا عند وجود نية القصد بضرر الغير. ويتم تبين ذلك بالإثبات الجنائي.
فكيف يتم إثبات كيدية البلاغ حسب المستشار القانوني؟
يمكن إثبات كيدية البلاغ المقدم ضدك وإعتباره بلاغًا كاذبًا في عدة أحوال كالآتي:
- فمثلًا يكون البلاغ كاذب وكيدي إذا ما قام أحد الأفراد برفع دعوى ضدك، وتم الحكم ببراءتك من هذه الدعوى أو رفضت. فيقوم الشخص المذكور برفع دعوى أخرى بخصوص نفس الموضوع أو ما يشابهه ضدك. فيظهر بذلك كيدية وكذب الإدعاء.
- أو يمكن إثبات الكيدية إذا كان هناك اتفاق أو صلح بين طرفي القضية. وقام أحد الأطراف برفع دعوى كاذبة يتهم فيها شريكه بالإخلال ببنود العقد المتفق عليه بينهما. لأن الشخص قام بإثبات الصلح بينهما بموجب هذا العقد، ثم قام بإنكاره من خلال هذا الإدعاء الكاذب.
وما هي عقوبة البلاغ الكاذب حسبما نص عليها القانون؟
حسب نص المادتين 303 و305 من قانون العقوبات، فإن البلاغ الكاذب يعتبر جنحة يحاسب من يقوم بارتكابها بالحبس والغرامة. فلا تزيد مدة العقوبة بالحبس عن سنة، كما تتراوح قيمة الغرامة المفروض من خمسة آلاف إلى خمسة عشر ألف جنيه مصري فقط لا غير. فتهدف هذه العقوبات إلى المحافظة على سمعة وشرف الشخص الذي صدر بحقه البلاغ الكاذب، بالإضافة إلى عدم تعطيل سير العدالة.
و للمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، فيمكنك الاستعانة بمحام من مكتب الزيات للمحاماة والاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب الزيات للمحاماة والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا، أو من خلال ملء النموذج التالي: