دور البصمة الوراثية في الإثبات الجنائي ؟

تُعدُّ البصمة الوراثية من أبرز التطورات العلمية التي ساهمت في تطوير مجال الإثبات الجنائي. فهي تقنية حديثة تعتمد على تحليل الحمض النووي (DNA) للأفراد، مما يُتيح إمكانية التعرف على هوية الجناة والضحايا بدقة عالية. لقد أحدثت هذه التقنية ثورة في التحقيقات الجنائية، حيث ساهمت في حل القضايا المعقدة وإثبات براءة أو إدانة المشتبه بهم بناءً على أدلة دامغة.

مفهوم البصمة الوراثية ؟

  •  هي مجموعة من الصفات الجينية الفريدة التي تميز كل فرد عن غيره،
  • ويتم استخراجها من عينات بيولوجية مثل الدم، اللعاب، الشعر، والأنسجة.
  • تعتمد تقنية تحليل البصمة الوراثية على فحص تسلسل الحمض النووي باستخدام تقنيات حديثة مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) وتقنية الرحلان الكهربائي.

التطور التاريخي للبصمة الوراثية :

  • تم اكتشاف البصمة الوراثية لأول مرة في عام 1984 على يد العالم البريطاني أليك جيفريز،
  • الذي لاحظ أن أنماط الحمض النووي تختلف من شخص لآخر،
  • مما يتيح إمكانية استخدامها في التمييز بين الأفراد. منذ ذلك الحين، أصبحت هذه التقنية جزءًا لا يتجزأ من التحقيقات الجنائية.

دور البصمة الوراثية في الإثبات الجنائي ؟

تلعب البصمة الوراثية دورًا حاسمًا في الإثبات الجنائي . إليك أبرز الأدوار التي تؤديها البصمة الوراثية في المجال الجنائي:

تحديد هوية الجناة :

  • تُستخدم البصمة الوراثية في ربط الأدلة البيولوجية التي تُعثر عليها في مسرح الجريمة بالمشتبه بهم، مما يساعد في تأكيد أو نفي علاقتهم بالجريمة.

تبرئة المظلومين :

  • ساهمت هذه التقنية في إعادة التحقيق في العديد من القضايا القديمة، حيث تم إثبات براءة أشخاص كانوا قد أدينوا خطأً بناءً على أدلة تقليدية.

تحديد هوية الضحايا :

  • تُستخدم البصمة الوراثية في التعرف على هويات الضحايا في حالات الكوارث الطبيعية، الحوادث الكبرى،
  • أو الجرائم التي لا يمكن التعرف فيها على الضحايا بالطرق التقليدية.

إثبات النسب :

  • يتم اللجوء إلى تحليل البصمة الوراثية في قضايا إثبات النسب، حيث توفر دليلاً قاطعًا على العلاقة البيولوجية بين الأفراد.

تحديد مصدر الأدلة البيولوجية :

  • عند العثور على بقع دم أو شعر أو سوائل جسدية في مسرح الجريمة،
  • يمكن تحليلها لتحديد هوية الشخص الذي تعود إليه، مما يساهم في بناء القضية ضد المشتبه به أو تبرئته.

آليات تحليل البصمة الوراثية في القضايا الجنائية ؟

يتم تحليل البصمة الوراثية وفق المراحل التالية:

  1. جمع العينات البيولوجية: تشمل الدم، اللعاب، الشعر، أو أي بقايا بيولوجية.
  2. استخلاص الحمض النووي: يتم استخراج الحمض النووي من الخلايا الحية داخل العينة.
  3. تضخيم الحمض النووي: يتم مضاعفة كميات صغيرة من الحمض النووي باستخدام تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR).
  4. تحليل الأنماط الوراثية: يتم مقارنة تسلسلات الحمض النووي بين العينة المأخوذة من مسرح الجريمة والعينات المرجعية.
  5. تفسير النتائج: إذا كان هناك تطابق بين الحمض النووي للعينة والمشتبه به، فهذا يشير إلى تورطه المحتمل في الجريمة.

مزايا استخدام البصمة الوراثية في الإثبات الجنائي ؟

  • دقة عالية: توفر نتائج دقيقة للغاية يمكن الاعتماد عليها في المحاكم.
  • عدم التلاعب: من الصعب تزوير أو تغيير البصمة الوراثية.
  • فعالية في القضايا القديمة: يمكن إعادة فتح ملفات القضايا غير المحلولة باستخدام تقنيات تحليل الحمض النووي.
  • سرعة التحليل: التطورات التكنولوجية الحديثة سمحت بإجراء التحليل في وقت قصير.

التحديات والانتقادات :

  1. احتمالية التلوث: قد يؤدي تلوث العينات إلى نتائج غير دقيقة.
  2. الخصوصية والأخلاقيات: تثير مسألة جمع وتخزين الحمض النووي قضايا قانونية تتعلق بالخصوصية.
  3. تكلفة التحليل: لا تزال بعض الدول تواجه صعوبات في تبني هذه التقنية بسبب التكاليف المرتفعة.
  4. احتمالية الخطأ البشري: قد تؤدي أخطاء في المعالجة أو التحليل إلى نتائج غير صحيحة.

القوانين والتشريعات المتعلقة بالبصمة الوراثية ؟

  • تختلف التشريعات المتعلقة باستخدام البصمة الوراثية بين الدول، ولكن معظمها يتفق على ضرورة احترام حقوق الأفراد في الخصوصية،
  • وضمان دقة الإجراءات، واستخدام هذه التقنية فقط في الإطار القانوني المسموح به. في العديد من الدول،
  • يتم تخزين بيانات الحمض النووي في قواعد بيانات وطنية تساعد في التعرف على المجرمين المتكررين.

 

 

وللمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، يمكنك الاستعانة بمحام  من مكتب الزيات للمحاماة والاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا أو من خلال النموذج التالي: