متى يصبح التحكيم وسيلة غير فعالة لحل النزاعات ؟

يُعد التحكيم أحد أهم الوسائل البديلة لحل النزاعات، حيث يوفر للأطراف وسيلة سريعة ومرنة لحل خلافاتهم دون اللجوء إلى المحاكم. ومع ذلك، فإن التحكيم قد يفقد فعاليته في بعض الحالات، مما يجعله غير مناسب لحل النزاعات بشكل عادل أو فعال. تهدف هذه المقالة إلى تحليل العوامل التي قد تجعل التحكيم وسيلة غير فعالة لحل النزاعات، مع استعراض بعض الأمثلة والتحديات المرتبطة به.

أولًا: غياب الحياد والاستقلالية :

  • يُعتبر الحياد والاستقلالية من الركائز الأساسية لأي عملية تحكيمية ناجحة. ومع ذلك، في بعض الحالات،
  • قد يتم تعيين محكمين لهم صلات بأحد الأطراف أو لديهم مصالح شخصية قد تؤثر على قرارهم.
  • يؤدي هذا إلى قرارات غير عادلة تجعل التحكيم غير فعال في تحقيق العدالة.

ثانيًا: تكاليف التحكيم المرتفعة :

  • يُعتقد أن التحكيم غالبًا أقل تكلفة من المحاكم، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تكون تكاليفه مرتفعة للغاية،
  • خاصة عندما يكون عدد المحكمين كبيرًا أو عندما يتم التحكيم في قضايا معقدة تتطلب خبراء متخصصين.
  • قد يفقد التحكيم جاذبيته كوسيلة بديلة إذا كانت تكاليفه تتجاوز تكلفة التقاضي أمام المحاكم التقليدية.

ثالثًا: بطء الإجراءات في بعض الحالات :

  • بينما يُنظر إلى التحكيم على أنه وسيلة سريعة لحل النزاعات،
  • إلا أن بعض القضايا قد تستغرق فترات طويلة بسبب التأجيلات المستمرة، وتعقيد القضايا،
  • ووجود أطراف غير متعاونة. إذا استغرقت عملية التحكيم وقتًا أطول من المتوقع، فقد يفقد التحكيم أحد أهم مميزاته وهو السرعة.

رابعًا: عدم وجود آلية استئناف :

  • على الرغم من أن عدم وجود استئناف في التحكيم قد يكون ميزة من حيث تقليل الوقت،
  • إلا أنه قد يكون عيبًا في القضايا التي تحتوي على أخطاء قانونية أو مسائل تتطلب مراجعة قضائية.
  • عدم القدرة على الطعن في القرارات يجعل بعض الأطراف تشعر بأنها محرومة من العدالة، مما يقلل من فعالية التحكيم.

خامسًا: عدم قابلية بعض النزاعات للتحكيم :

  • هناك بعض النزاعات التي لا تكون قابلة للتحكيم بسبب طبيعتها القانونية أو الاجتماعية.
  • على سبيل المثال، النزاعات التي تتعلق بالجرائم الجنائية، والمسائل العائلية مثل الطلاق وحضانة الأطفال،
  • قد لا يكون التحكيم وسيلة مناسبة لحلها، حيث تتطلب تدخل القضاء لضمان العدالة وحماية الحقوق العامة.

سادسًا: عدم تنفيذ قرارات التحكيم :

  • تعتمد فعالية التحكيم على إمكانية تنفيذ قراراته، ولكن في بعض الحالات،
  • قد تواجه الأطراف صعوبة في تنفيذ القرارات بسبب رفض الطرف الخاسر الامتثال،
  • أو بسبب عدم اعتراف بعض الدول بقرارات التحكيم الأجنبية.
  • قد يؤدي ذلك إلى الحاجة إلى اللجوء إلى المحاكم لتنفيذ الأحكام، مما يضعف من جدوى التحكيم كوسيلة مستقلة لحل النزاعات.

سابعًا: عدم وضوح اتفاق التحكيم :

  • قد يصبح التحكيم غير فعال إذا كان اتفاق التحكيم غير واضح أو غير محدد بشكل دقيق.
  • وجود ثغرات قانونية في بنود الاتفاق، أو عدم تحديد آلية تعيين المحكمين،
  • أو عدم الاتفاق على القوانين التي تحكم التحكيم قد يؤدي إلى نزاعات إضافية تعرقل العملية برمتها.

ثامنًا: تأثير النفوذ والضغوط السياسية :

  • في بعض الحالات، قد يكون هناك تأثير من قبل جهات سياسية أو اقتصادية على سير عملية التحكيم،
  • مما يؤدي إلى تحيز القرارات لصالح طرف معين. هذا يقلل من مصداقية التحكيم كوسيلة عادلة وشفافة لحل النزاعات.

 

وللمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، يمكنك الاستعانة بمحام  من مكتب الزيات للمحاماة والاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا أو من خلال النموذج التالي: