متى يكون إعلام الوراثة ضروريًا في دعاوى الميراث ؟

الميراث  من أهم المسائل التي تنشأ عنها نزاعات قانونية واجتماعية، خصوصًا في المجتمعات التي تعيش تحولات اقتصادية واجتماعية. ولأن قسمة التركة وتحديد الورثة تتطلب سندًا قانونيًا يُثبت من هم المستحقون، كان لا بد من وجود وثيقة قانونية تُسمى “إعلام الوراثة”. هذه الوثيقة تُعد المرجع الرسمي الذي يُعتمد عليه لتحديد الورثة الشرعيين للمتوفى. والسؤال الذي سنناقشه في هذه المقالة هو: ما دور إعلام الوراثة في تثبيت الحق في دعاوى المطالبة بالميراث؟

ما هو تعريف إعلام الوراثة ومضمونه القانوني ؟

  • إعلام الوراثة هو حكم يصدر عن المحكمة المختصة بعد وفاة شخص ما، يحدد الورثة الشرعيين له،
  • بناءً على أقوال الشهود ومستندات رسمية مثل شهادة الوفاة والعلاقة بالمتوفى.
  • لا يُعد إعلام الوراثة حكماً منشئًا للحق، بل كاشفًا له، أي أنه لا ينشئ صفة الوريث بل يثبتها بناء على القانون الشرعي أو المدني.

ويتضمن إعلام الوراثة عادة:

  • اسم المتوفى وتاريخ الوفاة.
  • أسماء الورثة وأنصبتهم الشرعية.
  • الصفة التي يُستند إليها في الميراث (ابن، زوجة، أم، إلخ).
  • ما إذا كان هناك وصايا أو لا.

ما هي الطبيعة القانونية لإعلام الوراثة ؟

  • من الناحية القانونية، يُعد إعلام الوراثة وثيقة قضائية إثباتية، وليس حكمًا فاصلاً في المنازعة حول التركة.
  • فهو لا يفصل في ملكية أعيان التركة، ولا يُعتبر سندًا ناقلًا للملكية،
  • وإنما هو شرط لازم لأي مطالبة قانونية تتعلق بالميراث، سواء أكانت دعوى تقسيم، أو استرداد مال موروث، أو حتى الاعتراض على تصرف في التركة.
  • وبالتالي، فإن إعلام الوراثة يُشكل نقطة الانطلاق في أي دعوى تتعلق بالميراث،
  • ويُعتمد عليه من قبل الجهات الرسمية والمحاكم لتحديد من يحق له رفع الدعوى أو المطالبة بنصيب.

 متى يكون إعلام الوراثة ضروريًا في دعاوى الميراث ؟

يُعد إعلام الوراثة ضروريًا في دعاوى الميراث في الحالات التالية، إذ يمثل الوثيقة القانونية التي تثبت صفة الوريث أمام القضاء والجهات الرسمية:

1. عند رفع دعوى تقسيم التركة :

  • لا يجوز قانونًا رفع دعوى تقسيم تركة إلا من أحد الورثة الشرعيين.
  • لذلك يُطلب من المدعي تقديم إعلام وراثة يُثبت صفته كوريث. وبدونه، قد ترفض المحكمة الدعوى لانتفاء الصفة.

2. عند المطالبة بنصيب في أموال منقولة أو عقارات :

  • سواء كان الإرث أموالاً نقدية، أو عقارات، أو أسهمًا أو أي حقوق مالية،
  • فإن إعلام الوراثة يُعد الوثيقة التي يُستدل بها على أحقيّة الشخص في المطالبة بجزء منها.
  • فهو بمثابة بطاقة هوية قانونية للوريث أمام المحكمة.

3. في إجراءات تسجيل العقارات أو صرف مستحقات المتوفى :

  • العديد من الجهات كالشهر العقاري، والبنوك، وشركات التأمين،
  • لا تتعامل مع المطالبات الخاصة بالميراث إلا في وجود إعلام وراثة رسمي، يُحدد المستفيدين ونسبهم القانونية.

الإعلام الوراثي كأداة لحسم النزاعات الوراثية ؟

رغم أن إعلام الوراثة لا يفصل في منازعات الملكية، إلا أن له دورًا جوهريًا في الحد من النزاعات، وذلك من خلال:

1. منع الورثة غير الشرعيين من الادعاء :

  • بما أن الإعلام يصدر بعد تحقيق المحكمة وسماع الشهود، فإنه يقطع الطريق على أي شخص يدعي أنه وريث دون وجه حق.

2. دعم الورثة في المطالبة بحقوقهم :

  • الإعلام يُستخدم كورقة رسمية أمام الجهات القضائية والإدارية لدعم المطالبة بحق معين،
  • كأن يطالب وريث بجزء من عقار تم بيعه دون موافقته.

3. تقديم أساس قانوني لتوزيع التركة :

  • بمجرد صدور إعلام الوراثة، يمكن للورثة الاتفاق على القسمة الودية بناءً على ما ورد فيه، أو التوجه للمحكمة لطلب القسمة الجبرية.

ما العلاقة بين إعلام الوراثة والدعاوى المدنية المتعلقة بالميراث ؟

يُشكل إعلام الوراثة قاعدة البيانات الأساسية لأي قاضٍ ينظر في نزاع حول الميراث، فهو يحدد:

  • من له الحق في رفع الدعوى.
  • نصيب كل وريث.
  • وجود أو عدم وجود وصايا.

فبدونه، تصبح الدعوى مفتقرة إلى صفة ومصلحة، وهما من شروط قبول الدعوى. كذلك، قد يؤدي غياب الإعلام إلى تأجيل الفصل في الدعاوى حتى استصداره.

الإعلام الوراثي والورثة القُصّر ؟

  • من القضايا المهمة المرتبطة بالإعلام الوراثي هي وجود قُصّر ضمن الورثة.
  • ففي هذه الحالة، يُضاف إلى الوثيقة ما يفيد أن أحد الورثة قاصر ويحتاج إلى وصي قانوني. ولا يمكن صرف أي أموال أو حقوق تخصه إلا بعد تعيين وصي بإذن المحكمة،
  • ما يوفر حماية قانونية للقصّر ويحول دون التلاعب بحقوقهم.

ما هي القيود والمشكلات المتعلقة بإعلام الوراثة ؟

رغم أهمية الإعلام الوراثي، إلا أنه لا يخلو من بعض الإشكاليات العملية، ومنها:

1. بطء إجراءات الحصول عليه :

  • قد تستغرق إجراءات استخراج إعلام الوراثة عدة شهور، بسبب تراكم القضايا أو عدم اكتمال المستندات.

2. احتمال استبعاد بعض الورثة عمدًا :

  • في بعض الحالات، يتعمد مقدم الطلب إغفال ذكر بعض الورثة، ما قد يؤدي إلى الطعن في الإعلام لاحقًا أو فتح دعاوى جديدة.

3. عدم كونه سندًا كافيًا لتسجيل العقارات :

  • رغم كونه ضروريًا، إلا أن إعلام الوراثة لا يكفي لتسجيل العقارات باسم الورثة، بل يُطلب منهم رفع دعوى قسمة وتحديد أعيان التركة.

 مدى حجية إعلام الوراثة في مواجهة الغير ؟

  • يُعد إعلام الوراثة حجة قاصرة على الورثة فقط، ولا يُعتبر حجة على الغير في مسائل الملكية،
  • فهو يُحدد فقط من هم الورثة الشرعيون، دون أن يُحدد ملكيتهم لأعيان معينة.
  • ولهذا لا يُمكن الاستناد إليه بمفرده في دعاوى الاستحقاق ضد أطراف غير ورثة.

ما الفرق بين إعلام الوراثة والتصرف في التركة ؟

  • من المهم التفرقة بين صدور إعلام الوراثة وبين قسمة التركة.
  • فالإعلام يُحدد الورثة فقط، بينما القسمة (الودية أو القضائية) تُحدد ما يحصل عليه كل وريث من الأموال أو العقارات.
  • لذا فإن الإعلام هو خطوة أولى، تُتبع بإجراءات أخرى لحصول الورثة على أنصبتهم فعليًا.

 الاستئناف والطعن على إعلام الوراثة ؟

رغم أن إعلام الوراثة يصدر كحكم في مادة غير نزاعية، إلا أن القانون يجيز الطعن عليه في حالات معينة، منها:

  • ظهور ورثة جدد لم يُذكروا في الإعلام.
  • وجود وصية لم تُأخذ في الاعتبار.
  • تقديم مستندات مزورة أو شهادات كاذبة.

ويتم الطعن غالبًا أمام المحكمة الابتدائية، ويُعاد إصدار إعلام وراثة جديد إذا ثبتت صحة الطعن.

وللمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، يمكنك الاستعانة بمحام  من مكتب الزيات للمحاماةوالاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا أو من خلال النموذج التالي: