تعتبر حقوق المرأة في الميراث من القضايا التي تشغل حيزًا كبيرًا في النقاشات الاجتماعية والثقافية والدينية في مختلف المجتمعات. على الرغم من وجود نصوص قانونية ودينية واضحة تحدد حقوق المرأة في الميراث، إلا أن التحديات والممارسات العملية التي تواجهها النساء في الحصول على هذه الحقوق تعكس وجود فجوة بين النصوص والتطبيق. تهدف هذه المقالة إلى مناقشة حقوق المرأة في الميراث من منظور قانوني وعملي، وتسليط الضوء على التحديات والحلول الممكنة. ويمكنك أيضاً معرفة إجراءات إصدار الأحكام القضائية في الميراث ؟
النصوص القانونية المتعلقة بحقوق المرأة في الميراث ؟
هناك نصوص شرعية وقانونية تنظم حقوق المرأة في الميراث :
الميراث في الشريعة الإسلامية :
تُحدد الشريعة نصيب المرأة بشكل واضح، مثل نصيب الابنة، والأم، والزوجة، والأخت. على سبيل المثال:
- الابنة: إذا كانت وحيدة، فإنها تأخذ نصف التركة، وإذا كانت أكثر من واحدة، فإنهن يتقاسمن الثلثين.
- الزوجة: تأخذ ربع التركة إذا لم يكن للزوج أبناء، وثُمن التركة إذا كان له أبناء.
- الأم: تأخذ السدس إذا كان للمتوفى أبناء، أو ثلث التركة إذا لم يكن له أبناء.
التشريعات المدنية :
- في العديد من الدول الإسلامية، تم تدوين قوانين الميراث لتتماشى مع الشريعة الإسلامية، مع بعض التعديلات التي تتناسب مع السياق القانوني المحلي.
- على سبيل المثال، تتبنى قوانين الأحوال الشخصية في العديد من الدول العربية توزيع الميراث بناءً على الفقه الإسلامي.
المواثيق الدولية :
- تدعو المواثيق الدولية، مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW)،
- إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في جميع المجالات، بما في ذلك الميراث.
- ومع ذلك، تواجه هذه الدعوات مقاومة في العديد من الدول الإسلامية بسبب تعارضها مع النصوص الشرعية.
التحديات التي تواجه المرأة في الميراث ؟
فيما يلي أبرز العقبات التي تحول دون حصول المرأة على حقوقها الميراثية:
الحرمان من الميراث :
- تواجه النساء في بعض المجتمعات ظاهرة حرمانهن من الميراث، سواء من خلال الضغط الاجتماعي أو الثقافي أو حتى الإكراه المباشر.
- في بعض الحالات، يتم اعتبار طلب المرأة لميراثها “عيبًا” أو “إهانة للعائلة”.
التنازل الإجباري :
- في بعض المجتمعات، تُجبر النساء على التنازل عن حقهن في الميراث لصالح الذكور في العائلة،
- وذلك تحت ضغط الأسرة أو للحفاظ على “تماسك العائلة”.
نقص الوعي القانوني :
- تعاني العديد من النساء من نقص في الوعي بحقوقهن القانونية، مما يجعلهن عرضة للاستغلال أو الإهمال.
- قد لا تعرف المرأة كيفية المطالبة بحقوقها أو الجهات التي يمكنها اللجوء إليها.
تعقيدات الإجراءات القانونية :
- في بعض الدول، تُعتبر الإجراءات القانونية للحصول على الميراث معقدة ومكلفة،
- مما يشكل عائقًا أمام النساء، خصوصًا إذا كن يفتقرن للدعم المالي أو القانوني.
التأثيرات الثقافية والاجتماعية :
- تلعب الثقافة والتقاليد دورًا كبيرًا في تقييد حقوق المرأة في الميراث.
- في بعض المجتمعات، يتم تأويل النصوص الدينية بشكل خاطئ لدعم ممارسات غير عادلة.
الحلول المقترحة لمعالجة التحديات ؟
فيما يلي أبرز الحلول الممكنة:
تعزيز التوعية القانونية :
- يجب نشر الوعي بين النساء حول حقوقهن في الميراث من خلال الحملات التثقيفية والبرامج التعليمية.
- يمكن أن تسهم المنظمات غير الحكومية والجمعيات النسائية في هذا المجال بشكل كبير.
تبسيط الإجراءات القانونية :
- ينبغي على الحكومات العمل على تبسيط الإجراءات القانونية المتعلقة بالميراث لتكون أكثر سهولة وفعالية، وضمان توفير الدعم القانوني للنساء.
مكافحة الضغوط الاجتماعية :
- يجب العمل على تغيير الثقافة المجتمعية التي تؤدي إلى حرمان النساء من حقوقهن.
- يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز دور الإعلام، والتعليم، والخطاب الديني المعتدل.
تطبيق القوانين بصرامة :
- يجب أن تلتزم الحكومات بتطبيق القوانين المتعلقة بالميراث بصرامة، ومعاقبة من يحرم المرأة من حقوقها.
تعزيز التعاون بين المؤسسات :
- ينبغي تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية، والمنظمات الدولية، والجمعيات النسائية، لتحقيق تقدم ملموس في ضمان حقوق المرأة في الميراث.
وللمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، يمكنك الاستعانة بمحام من مكتب الزيات للمحاماة والاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا أو من خلال النموذج التالي: