دور القضاء في دعم أو تعطيل قرارات التحكيم ؟

يعتبر التحكيم وسيلة بديلة لفض المنازعات تكتسب أهمية متزايدة في المعاملات التجارية والاقتصادية الدولية والمحلية. ولكن رغم استقلاليته النسبية عن القضاء، لا يمكن إنكار الدور المحوري الذي يلعبه القضاء في دعم أو تعطيل قرارات التحكيم. فالقضاء يمكن أن يكون داعماً لهذا المسار عبر إنفاذ قرارات التحكيم وتوفير الإطار القانوني اللازم لعمل هيئات التحكيم، لكنه قد يكون معطلاً عندما يتدخل لإلغاء القرارات التحكيمية أو يضع العراقيل أمام تنفيذها.

دور القضاء في دعم قرارات التحكيم ؟

يلعب القضاء دورًا حاسمًا في دعم قرارات التحكيم من خلال عدة آليات تهدف إلى تعزيز فاعلية التحكيم وضمان تنفيذ قراراته. يتمثل دور القضاء في هذا السياق في الجوانب التالية:

الإشراف على صحة إجراءات التحكيم :

  • تتجلى أهمية القضاء في دعمه للتحكيم من خلال مراقبة مدى التزام إجراءات التحكيم بالضوابط القانونية،
  • بما يشمل التحقق من صحة تشكيل هيئة التحكيم، ومدى احترامها لحقوق الخصوم،
  • والتأكد من عدم وجود مخالفات للقوانين الإجرائية أو الموضوعية.

 تنفيذ قرارات التحكيم :

  • أحد أهم أدوار القضاء في دعم التحكيم هو تنفيذ قراراته.
  • فعادة ما يلجأ الأطراف إلى القضاء للحصول على أمر بتنفيذ الحكم التحكيمي، خاصة عندما يرفض الطرف المحكوم ضده الامتثال طواعية.
  • وتلزم الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية نيويورك لعام 1958 الدول الموقعة عليها بتنفيذ الأحكام التحكيمية الأجنبية، ما لم تكن هناك أسباب قانونية قوية تمنع ذلك.

دور القضاء في دعم استقلالية التحكيم :

  • يساهم القضاء في تعزيز الثقة بالتحكيم عبر توفير الحماية القانونية لأطرافه،
  • مثل دعم مبدأ استقلالية شرط التحكيم عن العقد الأصلي، والحد من التدخل غير المبرر في العملية التحكيمية.

 دور القضاء في تعطيل قرارات التحكيم ؟

  • على الرغم من أن القضاء يلعب دورًا داعمًا في تنفيذ قرارات التحكيم، إلا أنه قد يكون أيضًا عاملًا معطلًا في بعض الحالات، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
  • وهذا التعطيل قد يكون مبررًا قانونيًا في بعض الأحيان، وقد يكون نتيجة لتعقيدات إجرائية أو سوء استخدام الحق في الطعن.

 الطعن في قرارات التحكيم :

  • رغم أن التحكيم يُفترض أن يكون بديلاً سريعاً للقضاء، إلا أن بعض الأطراف غير الراضية عن الأحكام التحكيمية تلجأ إلى القضاء للطعن فيها،
  • سواء بسبب وجود خطأ إجرائي أو جوهري في الحكم. ومن أبرز أسباب الطعن:
  • عدم توافر اختصاص قانوني لهيئة التحكيم.
  • انتهاك مبادئ العدالة الطبيعية (مثل عدم سماع أحد الأطراف أو وجود تحيز واضح).
  • مخالفة النظام العام في الدولة التي يُطلب فيها التنفيذ.

عرقلة تنفيذ الأحكام التحكيمية :

  • في بعض الحالات، تتبنى المحاكم توجهات صارمة أو متشددة تجاه تنفيذ قرارات التحكيم،
  • مما يعرقل فعالية التحكيم كوسيلة لحل النزاعات. قد يتمثل ذلك في فرض متطلبات شكلية معقدة لتنفيذ الحكم، أو تأخير البت في طلبات التنفيذ.

التدخل التشريعي والقضائي في شؤون التحكيم :

  • في بعض الدول، قد يؤدي تدخل المشرّع أو القضاء في تحديد نطاق التحكيم أو فرض رقابة مشددة على قراراته إلى تقويض استقلالية التحكيم وتقليل جاذبيته كوسيلة لفض النزاعات.

 تحقيق التوازن بين القضاء والتحكيم ؟

  • تحقيق التوازن بين القضاء والتحكيم يعد أمرًا ضروريًا لضمان فعالية التحكيم كوسيلة بديلة لحل النزاعات مع الحفاظ على دور القضاء في تحقيق العدالة وحماية النظام العام.
  • يتطلب هذا التوازن وضع أطر قانونية واضحة تحدد متى وكيف يمكن للقضاء التدخل في مسائل التحكيم دون أن يؤدي ذلك إلى تعطيل قرارات التحكيم أو إضعاف استقلاليته.

 ضرورة التعاون بين القضاء وهيئات التحكيمة :

  • يمكن تحقيق توازن فعال بين التحكيم والقضاء من خلال التعاون بينهما،
  • حيث يعمل القضاء على تأمين الدعم القانوني اللازم للتحكيم دون فرض رقابة مفرطة تؤدي إلى تعطيله.

تبني المعايير الدولية في الاعتراف بقرارات التحكيم :

  • ينبغي أن تلتزم الدول بالمعايير الدولية مثل اتفاقية نيويورك،
  • مما يعزز الثقة في التحكيم ويقلل من حالات التدخل غير الضروري من قبل القضاء.

 تحسين البيئة القانونية للتحكيم :

  • يمكن تعزيز التحكيم من خلال تحديث القوانين الوطنية وضمان استقلالية المحاكم المتخصصة في قضايا التحكيم،
  • مما يحد من التأثيرات السلبية لبعض التدخلات القضائية.

 

وللمزيد من المعلومات حول الاستشارات القانونية، يمكنك الاستعانة بمحام  من مكتب الزيات للمحاماة والاستشارات القانونية. وذلك بفضل خبرته الكبيرة في المسائل القضائية بأنواعها. كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مكتب والتواصل معنا عن طريق الضغط هنا أو من خلال النموذج التالي: